عثمان الخميس  
 • عثمان الخميس و حديث الخلفاء و كيف يتجاسر على الله و على كتاب الله !

كتبه: رائد الشيخ جواد
تاريخ الإضافة: 27/02/2005 | 10:20 م



يكون بعدي اثنا عشر خليفة
في ص75 و ما بعدها تعرض الشيخ عثمان لحديث
( يكون بعدي اثنا عشر خليفة )في كتابه كشف الجاني
و قد أطال التهريج لقول الدكتور التيجاني ( مثال ذلك حديث الخلفاء من بعدي اثنا عشر كلهم من قريش و في رواية كلهم من بني هاشم. و قد أخرج الحديث كل من البخاري و مسلم و كل صحاح أهل السنة و الجماعة ).
قلت - و الكلام للشيخ - قاتل الله الكذب و أهله هذا الحديث و هو الخلفاء من بعدي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش حديث مشهور , و لكن ليس هذا لفظه ).

( أقول ):

إن الدكتور التيجاني لم يُصرح بلفظ الحديث بل حكاه حكاية، و إني على يقين من أنك تعلم ذلك و لكنك تريد التهريج.

كلهم من بني هاشم
ثم قال الشيخ بعد ذكر بعض ألفاظ الحديث:
( ليس في شيء من هذه الرواية كلهم من بني هاشم ).

( أقول ):

لقد روى القندوزي في ينابيع المودة في ج2 ص315 وفي ج3 ص290 حديث جابر بن سمرة و قال في آخرهِ ( كلهم من بني هاشم )،
فالتيجاني قال ( و في رواية ) و هذه هي الرواية ذكرناها كي نبين تلاعب الرجل بالألفاظ و تدليسه و كونه يموه على القراء.


شبهات وردود حول الحديث
الشبهة الأولى :
ثم قال الشيخ:
( و أما الأمر الأول و هو لفظ الحديث فانه كما لا يخفى على ذي بصيرة لا يدل على ما يتمناه التيجاني و غيره لأمور:
1- ألفاظ الحديث تدل على أن هؤلاء الاثني عشر يحكمون الناس و يأتمرون عليهم و هذا
ظاهر.

( أقول ):

هذا جهلٌ من الشيخ عثمان ولا جديد.
قد يقال: أن التعبير ( بالأمراء أو الخلفاء ) لا ينطبق مع واقع الأئمة (ع)، و الجواب واضح جداً , لأن النبي (ص) إنما أراد بذلك الإمرة و الاستخلاف باستحقاق و حاشاه أن يقصد بذلك معاوية و يزيد و مروان و أمثالهم الذين لعبوا كما شاءوا بمقدرات الأمة. بل المراد بالخليفة هو من يستمد سلطانه من الشارع المقدس و لا ينافي ذلك ذهاب السلطنة منهم في واقعها الخارجي لتسلط الآخرين عليهم. و لهذا جاء في عون المعبود في شرح سنن أبي داود ما نصه:
( قال التوربشتي: السبيل في هذا الحديث و ما يتعقبه في هذا المعنى انه يُحمل على المقسطين منهم , فإنهم هم المستحقون لاسم الخليفة على الحقيقة و لا يلزم أن يكونوا على الولاء وإن قدر أنهم على الولاء , فان المراد منه المسمون بها على المجاز كذا في المرقاة ). عون المعبود ج11 ص262 شرح لحديث 4259، المهدي المنتظر ص82

قال القندوزي الحنفي:
( قال بعض المحققين: إن الأحاديث الدالة على كون الخلفاء بعده (ص) إثني عشر قد اشتهرت من طرق كثيرة , فبشرح الزمان و تعريف الكون و المكان علم أن مراد رسول الله (ص) من حديثه هذا الأئمة اثنا عشر من أهل بيته و عترته , إذ لا يمكن أن يحمل هذا الحديث على الخلفاء بعده من أصحابه لقلتهم عن أثني عشر , و لا يمكن أن نحمله على الملوك الأموية لزيادتهم على اثني عشر , و لظلمهم الفاحش إلا عمر بن عبد العزيز , و لكونهم غير بني هاشم , لأن النبي (ص) قال:
كلهم من بني هاشم في رواية عبد الملك بن جابر , و إخفاء صوته (ص) في هذا القول يرجح هذه الرواية لأنهم لا يحسنون خلافة بني هاشم , و لا يمكن أن يحمل على الملوك العباسية لزيادتهم على العدد المذكور , و لقلة رعايتهم... و يؤيد هذا المعنى - أي إن مراد النبي (ص) الأئمة الإثني عشر من أهل بيته - و يرجحه حديث الثقلين ). ينابيع المودة ج3 ص105 باب 77، المهدي المنتظر (ص) 84

الشبهة الثانية :
قال الشيخ:
(2- لم يحكم من أئمة الشيعة الإثني عشر إلا علي و الحسن (رض) ).

( أقول ):

لقد أوضحنا بطلان ما ذهب إليه و أن الخلافة و الإمارة مغايرة للحكم الذي يقصده هو، و بهذا تبطل الفقرة الثانية أيضاً.

الشبهة الثالثة :
قال الشيخ:
( 3- أخبر النبي -(ص)- أن الدين يبقى عزيزاً منيعاً حتى ينتهي حكم الإثني عشر خليفة و في اعتقاد الشيعة أن الثاني عشر لم يخرج بعد مع ما يعيشه المسلمون اليوم من ذل و ضعف حتى تسلط الكفار عليهم و ساموهم سوء العذاب , و علم الله أن الرسول ما كُذِب ولا كذب ).



( أقول ):

قال شيخ الإسلام صدر الدين أبو المجامع إبراهيم بن سعد الدين محمد بن المؤيد الحمويني الخرساني و الذي قال فيه الذهبي في تذكرته ( ج4ص1506 ) الإمام المحدث الأوحد الأكمل فخر الإسلام، ثم قال: و كان شديد الاعتناء بالرواية و تحصيل الأجزاء و على يده أسلم ( غازات ) الملك.
(عن أبي سلمى راعي أبل رسول الله (ص) يقول: ليلة أسري بي إلى السماء قال لي الجليل جل جلاله ( آمن الرسول بما أنزل إليه ربه ) قلت: ( و المؤمنون ) , قال: صدقت يا محمد من خلفت في أمتك؟ قلت خيرها.
قال: علي بن أبي طالب؟
قلت نعم يا رب.
قال: يا محمد إني اطلعت على الأرض إطلاعة فاخترتك منها فشققت لك اسماً من أسمائي فلا أُذكر إلا ذكرت معي , فأنا المحمود وأنت محمد ثم أطلعت الثانية فاخترت منها علياً وشققت له اسماً من أسمائي , فأنا الأعلى و هو علي. يا محمد إني خلقتك و خلقت علياً و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمة من ولده من شبح نوري , و عرضت ولايتكم على أهل السموات وأهل الأرض فمن قبلها كان عندي من المؤمنين و من جحدها كان عندي من الكافرين.
يا محمد لو أن عبداً من عبيدي عبدني حتى ينقطع أو يصير كالشن البالي ثم أتاني جاحداً لولايتكم ما غفرت له حتى يقر بولايتكم - هنيئاً للشيخ عثمان -... يا محمد أتحب أن تراهم؟
قلت: نعم يا رب. فقال لي: التفت عن يمين العرش , فالتفت فإذا أنا بعلي و فاطمة و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسى بن جعفر و علي بن موسى و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي و المهدي في ضحضاح من نور قياماً يصلون هو في وسطهم - يعني المهدي - كأنه كوكب دري.
و قال: يا محمد هؤلاء الحجج , و هو الثائر من عترتك , و عزتي و جلالي إنه الحجة الواجبة لأوليائي , و المنتقم من أعدائي. فرائد السمطين الباب 61 من السمط 2 ص77-78


كما روى القندوزي الحنفي بسنده عن جابر بن يزيد الجعفي:
قال: سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري يقول: قال لي رسول الله -(ص)-: ( يا جابر ان أوصيائي و أئمة المسلمين من بعدي أولهم علي ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي المعروف بالباقر ستدركه يا جابر , فإذا لقيته فأقرئه مني السلام ثم جعفر بن محمد ثم موسى بن جعفر ثم علي بن موسى ثم محمد بن علي ثم علي بن محمد ثم الحسن بن علي ثم القائم اسمه اسمي و كنيته كنيتي , ابن الحسن بن علي ذاك الذي يغيب عن أولياءه غيبة لا يثبت على القول بإمامته إلا من امتحن الله قلبه للإيمان )
قال جابر: فقلت: يا رسول فهل للناس الانتفاع به في غيبته؟
فقال ( أي و الذي بعثني بالنبوة إنهم يستضيئون بنور ولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس و إن سترها السحاب , هذا من مكنون سر الله و مخزن علم الله , فأكتمه إلا عن أهله ). ينابيع المودة ص494، مدخل إلى علم الفقه ص194 لأستاذنا الدكتور السيد محمد علي الشهرساني

هذا أولاً، رداً على قولك ( و في اعتقاد الشيعة أن الثاني عشر لم يخرج )،

أما ثانياً فـ( أقول ):

( لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله رجلاً من أهل البيت يملؤها عدلاً كما ملئت جوراً ) أخرجه أحمد في مسنده وابن أبي شيبة و أبو داود و البيهقي و أشار الطبري في مجمع البيان إلى اتفاق المسلمين من الشيعة و السنة على روايته ). مسند أحمد ج1 ص376 و 377 و 430 و 448 , سنن أبي داود ج4 ص107 , سنن الترمذي ج4 ص505 و غيرهم كثير


فهذا الحديث و غيره يدل على أن المهدي عج سيخرج عندما تمتلئ الدنيا ظلماً و جوراً فيملأها قسطاً و عدلا،
فقول الشيخ:
( لم يخرج بعد مع ما يعيشه المسلمون اليوم من ذل و ضعف حتى تسلط الكفار عليهم و ساموهم سوء العذاب ).
لا علاقة له بالدين!
لأنه يحاول ربط هذا الوضع بالدين ، و هذا باطل لأننا نرى - و رغم ما ذكره- المساجد عامرة بالمصلين و الشعائر الدينية تقام هنا و هناك , إلى غير ذلك من الظواهر التي تدل على عزة الإسلام، و لو كان كما قال لخرج المهدي عج على الرأيين ( الشيعة و السنة ) لأنه عند الطائفتين يخرج عندما تمتلئ ظلماً و جوراً... ثم انه (ع) سيخرج و يملأ الأرض قسطاً و عدلاً و يقضي على الظلم و الجور فيكون الإسلام عزيزاً في حكمه و هو مراد الرسول (ص) من قوله ( لا يزال الدين عزيزاً منيعاً ) أي أن الإسلام في أمان حتى تنتهي مدة حكم المهدي عج كما هو واضح.

استنتاج عجيب !
ثم قال الشيخ:
( فقد تبين لك أيها القارئ أن الشيعة هم الذين جعلوا هذا العدد مساوياً رسول الله (ص)).

( أقول ):

لقد تبين لك أيها القارئ أن الشيخ عثمان جاهل لا يفقه شيئا!
و قد أوردنا بعض الأحاديث التي تؤكد أن الشيعة تعبدوا بما وجدوا و لم يختلقوا أحاديثاً ليتعبدوا بها لأنهم يخافون الله و يريدون رضاه.



((( انظروا الى الكفر الصريح )))!!!!

الطامّة الكبرى !
ثم قال الشيخ:
( وأخيراً أقول إن الرواية الصحيحة هي كلهم من قريش و النبي (ص) لا يذكر الأعم و يريد الأخص فهذا خلاف البلاغة و النبي أبلغ الناس صلوات الله و سلامه عليه.
فلا أقول مثلاً كل عربي سأعطيه مائة دينار فإذا أتاني مصري قلت له أنا قصدت كل سوري ألن يتهمني بالسفه و العي. و يقول لي فقل إذاً كل سوري ).

( أقول ):

تعالوا و انظروا بمن ابتلاني!

أين محمد التميمي ليرى أباه و هو يتحدث عن البلاغة و قد أوقع نفسه في التهلكة من حيث لا يحتسب؟!
فمعنى كلامك أنني إذا قلت لشخصٍ جئني بإصبع يد وأتاني بالعقدة الثانية أو الثالثة من الإصبع و قلت له إنما كان قصدي العقدة الأولى فسيتهمني بالسفه و العي و سأكون غير بليغاً عنده و سيقول لي فقل إذاً جئني بالعقدة الأولى من الإصبع.
أليس هذا مؤدى كلامك يا حضرة المهرج؟
و الآن و بعد هذه المقدمة ( أقول ):
قال تعالى:
( و أني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم و استغشوا ثيابهم و أصروا و استكبروا استكبارا). سورة نوح آية 7


و قال أيضاً جل و علا:
( يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت ). البقرة آية19
فالباري عز اسمه ذكر كلمة إصبع و لم يرد من ذلك إلا العُقدة الأولى من الإصبع و التي توضع في الأذن فهل هذا هو سفه و عي و كلام غير بليغ؟
هل ستجيب الآن أم ستتخبط تخبط المتخبط في الوحل!
وإن كنت ستقول - ولا أظنك تقول لأنك لست بمستوى هذا القول - أن هذا من باب ذكر الكل وإرادة الجزء،
قلنا:
قال تعالى:
( ويستغفرون لمن في الأرض ) الشورى آية 5
فهل يستغفرون لكل من في الأرض أم للمؤمنين فقط؟!
لا شك أنهم يستغفرون للمؤمنين فقط بدليل قوله تعالى:
( ويستغفرون للذين آمنوا ). غافر آية 7

وإليك الأخرى كي تترنح جيدا !
قال تعالى:
( كلٌ له قانتون ). البقرة آية116
ولا شك أنها تعني المؤمنين لا غير أم أنك ترى شمولها للملحدين مثلا؟!



طامّة أخرى !
ثم قال الشيخ:
( و النبي صلوات الله و سلامه عليه لو كان يريد علياً وأبناءه لقال هم علي و أولاده و حتى لو قال كلهم من بني هاشم لما كانت بليغة فبنو هاشم كثر و قريش أكثر و الرواية جاءت فيهم ).

( أقول ):

إذا قالت حُذام فصدقوها فان القول ما قالت حذامِ!

قال الإمام الغزالي:
( وإرادة الخاص باللفظ العام غالب معتاد بل هو الأكثر ). المستصفى 246

وقال الآمدي:

(لو كان العدول من أصرح الطريقين وأبينهما إلى أدناهما مما يمتنع ويخل بالبلاغة، لما ساغ ورود الكتاب بالألفاظ المجملة وإرادة المعين، والعامة وإرادة الخاص، والمطلقة وإرادة المقيد، والألفاظ المحتملة، ولما ساغ أيضا مثل ذلك من الرسول مع إمكان الإتيان بألفاظ صريحة ناصة على الغرض المطلوب ). الأحكام للآمدي ج 4 ص16



ثم قال الشيخ:
( و إن كان التيجاني و غيره يحتجون بهذا الحديث لتناسب الرقم فما رأيهم بالحديث الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه أن رسول الله قال: في أمتي اثنا عشر منافقاً ).

( أقول ):

نعم قرأت هذا الحديث و قرأت أيضاً قول ابن كثير أن فلاناً سأل حذيفة إن كان هو أحد أولئك المنافقين الذين ذكرهم الرسول -(ص)- لحذيفة أم لا!
فتأمل.


انظروا كيف يطعن عثمان الخميس بالباري عز وجل وبالقرآن الكريم ويقول أن ذكر العام وإرادة الخاص من السفه والعي وهو ليس من البلاغة في شي ؟!!!




 
رابط المقال:http://www.ansarweb.net/artman2/publish/156/article_1929.php


شبكة أنصار الصحابة المنتجبين
www.Ansarweb.net