سؤال:
الاخوة الكرام .. السلام عليكم ..
نعتقد كشيعة أن للامام (ع) علما يتصف بالشمول والاحاطة:
1 ـ فكيف يتناسب ذلك مع وصفنا الامام علي (ع) بالشجاعة ؟ أي أن من يعلم أنه لن يقتل في الواقعة المعينة فان اقدامه لن يكون ذا خصوصية ..
2 ـ ان الله سبحانه خاطب نيبه (ص) في بعض الموارد بأنه لا يعلم بعض الامور كمنافقي المدينة: (أنت لا تعلمهم..) وهي من الامور المعيوشة للنبي (ص)، فكيف بالامور الاكثر بعدا وخفاء ... وكيف يتناسب ذلك مع علم الامام الاحاطي، مع أن النبي (ص) معلم للامام (ع) ؟
ولكم الاجر والثواب ..
جواب:
الاخ : نادي المحترم .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
وبعد ؛ هذه الشبهة معروفة بالشبهة الحلبية ، حيث ذكرها صاحب السيرة الحلبية ، وجواب هذه الشبهة من عدة وجوه ، من جملتها : لا يوجد عندنا دليل يقول ان الامام ( عليه السلام ) احيط علماً بتفاصيل مقتله (عليه السلام ) ، بحيث يخبر بانّه سيقتل في اليوم الفلاني ، وفي الساعة الفلانية ، وفي المكان الفلاني ، حتى يقال هو في امان عندما يقدم الى الحرب ، وهذا لا ينافي علم الامام ببعض الامور ، باعتبار ان هذا العلم يمكن ان يتناول اموراً اخرى غير قضية الاجل ، ويمكن ان الامام ( عليه السلام ) احيط علماً بمقتله ثم يغيب عنه لمصلحة ما .
ثم افرض ان الامام ( عليه السلام ) اخبره النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بعدم قتله في هذه المعركة ، ولكن لا يوجد عندنا دليل يقول ان الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) طمئنه بان لا تقطع يده او رجله ، او لا تفقأ عينه .
فبالنتيجة يقدم الى المعركة وقد وطّن نفسه على هذه الامور ، فهو يقدم انطلاقاً من التضحية والفداء وبذل النفس ، وربما الله تعالى حجب عنه هذه المعلومة وهي انه سوف لا يقتل حتى يظهر فدائه وايثاره وتضحيته .
واما بالنسبة الى المنافقين فالرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لا يجهلهم جميعاً بل يجهل بعضهم وذلك لمصلحة ، حتى يتعامل مع الجميع بحسب الظاهر .
وهذا لا ينافى مع علمه بتفاصيل حياتهم ومافي قلوبهم ، فطالما لا يعلم منهم الاّ الظاهر فتهون عليه مداراتهم .
ودمتم في رعاية الله وحفظه
ودمتم سالمين
مركز الأبحاث العقائدية