ردا على موضوع ينشره الوهابية في المنتديات و
الإيميلات بعنوان ( قصة شيعي اهتدى للإسلام ) أحببنا أن نضع بين
أيديكم هذه القصة للرد عليهم ، مع علمنا أكيدا بخرافة القصة
الوهابية و أنها تأليف زائف فاشل يحاولون بها دغدغة المشاعر ...

((
قصة وهابي اهتدى للإسلام ))
أخوتي في الله السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
نشأت في أسرة وهابية طويلة اللحى في مجتمع دشاديشه قصيرة في إحدى
قرى السعودية . فشربت الوهابية وعشت في الوهم عاشقاً لعمر مبغضا
لأهل بيت النبي الكرام لأنه البطل القوي الذي يهزم دوق فليد
والكثير من الإفتراءات التي ملأت عقلي و قلبي فأضحى أسود من
البادنجان . وشددت الرحال منذ نعومة أظفاري إلى المدينة الترفيهية
في أفغانستان طالبا الجهاد ضد المذهب الحق ضد التشيع الذي صوروه
بأنه مذهب الأشرار المبتدعة ظلماً و عدواناً و جهلاً .
كيف اهتديت
كنت منذ صغري أهوى القراءة وكانت قراءتي دوما لكتب الوهابية
المخدرة المنافقة المتزندقة التي تسبل على الوهابية أسمى معاني
الإنسانية كابن تيمية و محمد بن عبدالوهاب و عثمان الخميس و
الدمشقية وغيرهم .
وقعت عيناي يوماً على أحاديث غريبة في صحيح البخاري
و مسلم بأن النبي يجامع زوجاته في غسل واحد أو أنه يقبلهن و
هو صائم أو يبول وهو واقف في الشارع أمام الملأ او أنه يجلس بين
جويريات يضربن بالدف و يغنين بغناء بعاث أو أنه يبيح رضاعة الكبير
!؟! كما رأيت حديثاً يقول بضرب نبي الله موسى لملك الموت حتى فقأ
عينه !؟!؟! فهل هي جولة ملاكمة لتايسون و منافسه أم أنها قشمرة بين
صاحبين ؟!؟ و هل وصلت الوقاحة بهم إلى هذا الانحطاط حتى ينسبوا مثل
هذه الأمور لأكرم خلق الله و مصطفاهم و أنبياءه الآخرين . لم أصدق
ما قرأت و بغظت البخاري بغظا شديدا حباً لرسول الله (ص) و احتراماً
له و لأنبياء الله . لكن هذه القراءة نكتت في قلبي نكتة بيضاء
فسعيت أحاول أن أقرب في قلبي الشيعة والسنة فصعب علي الأمر لأني
كنت أحاول أن أجمع بين نقيضين بين ظلمات بن عبدالوهاب و نور محمد و
آله الطاهرين ، وأصبح في قلبي شعور خافت بأن الحق هو مع الشيعة و
التشيع ولكن أن أترك ديني و دين أبائي لا يمكن لا يمكن .
ما هو الحل إذاً ؟
الغفلة واللهو نعم هو ما اتجهت اليه لهو و غفلة هروباً من الحقيقة
الكامنة في القلب ولكن يأبى الله الا أن يتم نوره .
فبعد ليلة صاخبة انتهت عند مطلع الفجر ذهبت للنوم كالعادة رأيت في
المنام أن ملك الموت ينزع روحي فصرخت بملئ في رب ارجعون لعلي أعمل
صالحاً فيما تركت ، مكررا هذه الآيه وأفقت مرعوبا خائفاً فإذا
بأذان الظهر من مسجد الشيعة القريب من بيتنا ، قمت من فوري واغتسلت
وتوجهت إلى المسجد لا أدري ماذا حدث ، ساقتني رجلاي إلى مسجد
الشيعة و صليت الجماعة .
وكذلك صلاة الظهر و العصر و لا زلت كذلك إلى يومنا هذا اسأل الله
الثبات في ذلك .
ومما ساعدني كذلك انتقال أهلي للسكنى بجنوب لبنان في مناطق الشيعة
مما سهل علي الأمر كثيراً .
المواجهة
لم يعجب اهلي الأمر فبدأت رحلة العذاب و هو الهجر والعداء . هجمت
عليَ امي باكية ومزقت ثيابي وألقت بنفسها أمام رجلي تنوح وتبكي
لأني تركت الضلال ,أبي وأعمامي وأخواني وأصدقائي الكل هجرني .
لم آبه أبداً فقد كنت أحس في قلبي حلاوة الإيمان ولكن في نفس الوقت
احس بالحزن والكآبة للوعة الهجران .
الرؤيا الثانية
في يوم حزين في المساء رفعت يدي إلى السماء ودعوت المولى عز وجل
سائلا الثبات شاكيا إليه ضعفي ثم توجهت للنوم .
رأيت نفسي في المنام أني أمشي في سكة الحديد و المكان مظلم و مغلق
من جميع النواحي و إذا بي أسمع صوت القطار خلفي فقمت أجري لأهرب من
القطار و أنظر يميناً و شمالاً و لا أجد مهرباً ، وعندما قارب
القطار أن يدهسني رأيت فرجة صغيرة فألقيت نفسي فيها لأنجو من
القطار و رأيت القطار فإذا هو أسود حالك السواد فنجوت منه .
و إذا بي أسمع هاتفاً جوالاً - و الظاهر
أنه نوكيا أو سيمنز إن لم تخنِّ الذاكرة -
يناديني و لكني لا أراه يسألني من تريد فقلت دونما شعور أريد عمر
لماذا قلت عمر لا أدري لكن ربما أردت تقليد أنقذني يا حليب
السعودية ، و حقيقة انتابتني الغرابة لهذه الدنيا التي وصل بها
المطاف أن نرى هاتفا جوالا يتكلم و ينادي
.
فقال لي الهاتف اصعد الدرج وكان درجا طويلاً ذكرني بدرج سندريلا
فصعدت الدرج راكضاً شوقاً الى رؤياه فلما صعدت رأيته جالساً على
الأرض بين جويريات يضربن بالدفوف يغنين بغناء بعاث و بجنبه زوجته ،
كان مستلقٍ على الأرض كاشفاً عن فخذيه فلما رآني قام فتصافحنا بكل
شوق و الاستهجان يضرب برأسي و كلي تساؤل عن زهير(
أحد المتزمتين و هو مريض عقلي ) أين هو ليشغل ماكينة
تعجباته اللطيفة . فسألته بعفوية و من دون أن أحس بنفسي كيف تفعل
ذلك و ما هذه الأمور القبيحة أتجلس بين جويريات يغنين ؟!؟! أو تغني
بغناء بعاث ؟!؟!؟! أو تجلس بينهن كاشفاً عن فخذيك و تستقبل الناس
بهذه الوضعية ؟!؟!؟! أين الحياء الإيماني و أين الغيرة ؟!؟!؟!
رأيته و قد اكفهر وجهه و قال : و لماذا تغضب و قد فعل رسول الله
مثل ذلك يا هذا ؟!؟! اشمأزت نفسي من هذا الجواب و انتابتني لوعة
ذرفت من عيناي الدموع حباً لرسول الله ، سألته أين رسول الله عليه
الصلاة والسلام لأذهب إليه و أشكو له حالي فقال بأنه هرب عنه يوم
أحد و لم يكن يأبه به فهل يأبه به الآن ؟! ذهبت راكضا إلى المجهول
أبحث و أبحث فرأيت فجأة رسول الله نعم رأيته ، أمسك بيدي مبتسما و
لم يقل شيئا كان ممسكاً بيدي وهو مبتسم والتم من حولنا الصحابة
الكرام المخلصين منهم من ثبت على الحق و لم ينحرف حباً للمال و لا
جاه بني أمية ثم جلست أبكي لهم حالي و ما قاله لي عمر ، ربت النبي
على ظهري مطمئناً إياي و مصبرا ً لأهدأ و أجلس مع المخلصين من
الصحابة هكذا حسبتهم مبتسمين وأنا لا يسعني الفرح ثم أفقت من النوم
.
وجدت حلاوة الإيمان في قلبي و ذهبت المرارة و الحزن و وجدت القوة
والعزيمة الشديدة ، أسال الله سبحانه الهداية والثبات على الحق .
والحمد لله أن هداني لاتباع الكتاب و سنة نبيه الحقة على فهم
الشيعة و الأئمة رضوان الله عليهم .
وهدى الله على يدي ثلاثين من أخوتي فضلا منه و جوداً و كرم . وأرجو
كل من يقرأ هذا المقال أن يدعوا لوالديّ بالهداية .
وختاما أقول لجميع الوهابية لا تعيشوا في الوهم اقرؤوا كتبكم جيدا
و انظروا ما بها من مآس و فضائح يندى لها الجبين و هي متوفرة في كل
مكان .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته